هي أيامٌ عادية
--
كل يوم نمر بشكل عاديّ جداً بنساء أو فتيات تبدو حياتهم عادية جداً، أن يستيقظوا آملين في مرتب ضئيل يكفي لأحمر شفاه تحت التخفيض يخفف عنهم عذاب مجهودات العمل الجبارة في مؤسسة حكومية متعسفة. أو مجرد يوم عادي ترتبك فيه أم باحثة عن فكرة لوجبة غذاء لا تجعل أحداً يصرخ في وجهها ليوم آخر.
ويوم عادي آخر لفتاة تدعو الله في صلاتها لأن يقبل أهلها دراستها في الجامعة، إذ لا أحد سواه قادر على تغيير قدرها. امرأة عادية أخرى تُصفع بقسوة كلام حبيبها، والد أطفالها وتدفع قلبها مجدداً للاحتمال. ويوم جديد لجدة مضت كل حياتها داخل الحيطان، لم يلمس جلدها شمس ولا بحر منذ الطفولة.
يوم جديد لمراهقة تبحث عن فارس أحلامها، وتُهدد بالقتل كأي مراهقة عاشقة عادية. يوم جديد لتعليقات بذيئة جديدة لمجرد مشاركة رأي في صفحة عامة، ويوم آخر عادي جداً، وخطيبها الغيور يرفض أن تستمر في العمل. وهذا يوم آخر لامرأة عادية تحترق من أجل أبناءها بلا أوراق جنسية، الشقاء أسلوب حياتها.
وهو يوم لشابة عادية تقود سيارة عادية وتُشتم في الشارع كعادة كل يوم، ويوم آخر يمضي دون أن يتذكر أخ تلك المسكينة نصيبها في إرث والدها الغالي. يوم جديد لتذكرها والدتها “تحملي وأصبري”، يوم آخر من ألم الولادة القيصيرية. يومٌ متجدد من سوء تقدير الإدارة، ويوم آخر دون ترقية.
يوم جديد يبدأ وهي تعتقد أنها عادية، و١٦ يوماً لنقول لها بكل بديهية: تقدري
#١٦يوم
#16Days